Bian qaema moshtaraka

بيان صادر عن مجموعة من المثقّفين والمبدعين الفلسطينيّين داخل الخطّ الأخضر:

القائمة المشتركة منعطفٌ هامٌّ في تاريخ شعبنا؛ فالإنجازات السّياسيّة، بمعناها العميق، تتجلّى بما سوف تحقّقه مشاريعها على المستوى الثّقافيّ والاجتماعيّ وتداعياته الآنيّة والمستقبليّة. إن متطلّبات الحالة السّياسيّة بالنّسبة لنا، في هذه المرحلة بالذّات، هي أبعد من الحالة الوحدويّة. كذلك فأن التّكاتف الحزبيّ والشّعبيّ من أجل توحيد النّضال، لاسيّما في ظلّ المدّ اليمينيّ والتّشريعات العنصريّة، وتجميد مسار عمليّة السّلام العادل والشّامل واستبدالها بحروبٍ وعدوانٍ متواصلين على أبناء شعبنا في الأراضي المحتلّة عام 67 عامّة، وعلى غزّة المحاصرة خاصّة؛ فمن غير المعقول أن تبقى الأحزاب العربيّة والقوى الدّيمقراطيّة اليهوديّة في ظلّ هذه الحالة متنافرة إلى حدّ استنفاذ القوى أحيانًا، هذه التنافسات تنعكس على الشّارع العربيّ في الدّاخل برمّته.

وممّا لا شكّ فيه أنّ هذا التّحالف مطلبٌ شعبيٌّ وجماهيريٌّ استجابت له الأحزاب، ولهذا التّحالف بُعدٌ ثقافيٌّ واجتماعيٌّ آنيٌّ ومستقبليٌّ هامٌّ، إذ أنّ هذه التّركيبة الثّقافيّة ،الفكريّة ،السّياسيّة والاجتماعيّة، تعبّر عن الرّوافد الفكريّة الّتي تغزل نسيج مجتمعنا العربية، وتستطيع أن تشكّل النّموذج الأقوى لمجتمعٍ عربيٍّ متجانسٍ.

أخرجتنا القائمة المشتركة من الحالات الحزبيّة إلى الحالة الوطنيّة، ومن التّأثير السّياسيّ المحدود إلى قوّةٍ كبرى لها أن تغيّر الخريطة السّياسيّة العامّة برمّتها. نتمنّى أن تُستنسخَ تجربتنا على المستوى الفلسطينيّ العامّ وسائر الدّول العربيّة.

ومثلما كان آذار دائمًا مبعثًا للحياة والثّقافة والأمل، نعلن نحن الموقّعين على هذا البيان، مثقّفين ومبدعين عربًا فلسطينيّين من داخل الخطّ الأخضر، تأييدنا ودعمنا للقائمة المشتركة في الانتخابات البرلمانيّة القادمة، لأنّنا نرى فيها ترسيخًا لقيم الوحدة والتّعدّديّة والشّراكة، ونعتبرها أفضل خيارٍ سياسيٍّ وشعبيٍّ في هذه المرحلة من تاريخ شعبنا.

ندعوا جميع أصحاب حق التصويت بممارسة حقهم في ذلك فالتصويت حق وليس واجبا...